ولدنا أطفالا لنكبر بين اهلنا في جو يسوده الالفة والمودة ..أو قد يشوبه بعض المشاكل أحياناً .. الكل منا نشأ حياة مختلفة عن الآخر ..
لقد كونت تلك الحياة شخصياتنا منذ أن كنا صغارا .. نرتضع الحنان من والدينا يغمروننا بالحب ولا يقصنا شئ .. ولكن هناك من لم يجد ذاك الحنان .. افتقده منذ طفولته .. قد يكون السبب في ذلك توسطه بين أخوته فالإهتمام بالأكبر لأنه الكبير والصغير بما أنه المدلل .. لربما أدى ذلك بالأوسط دائماً أو في غالب الأحيان للبحث عن حنان حقيقي .. البحث عما افتقده منذ زمن قد يجد هذا الحنان وقد لا يجده او ربما يجده بطريق الخطأ .. هذا أمر ..
أما الأمر الثاني فهناك من حرموا جميعاً دفء الأسرة لإنفصال بين الوالدين أو مشاكل أسرية أو غيرها من الأموور كوفاة أحد الوالدين وزواج الآخر وتشتت الأطفال أو الزواج من أجانب إلى آخرها من امور ..
ولكن لي هنا وقفة مع ما تدعى " بالمشاكل الأسرية " لأقول : إلى كل صاحب عقل الى كل زوج ورب أسرة الى كل شاب مقبل على الزواج .. الى كل فتاة ناضجة .. أسائلكم .ز هل هناك منزل بلا مشاكل ؟؟ هل هناك أخوة بلا مشاجرات ؟؟ هل هناك أصدقاء بلا خصومات ؟؟ فمن المستحيل كل المستحيل أن أجد هناك اجابة بالموافقة فليس هناك حياة مثالية .. وإلا لما جعلت المسامحة .. هناك كلمة وجدت في قاموس اللغة تدعى " أعتذر " - لماذا قمنا نحن أو البعض منا بحذفها من قاموس حياته ؟؟ولماذا قصرناها على صغارنا ؟؟ وهل الاعتذار فقط للصغار ؟؟ لماذا لا تكن كلمة سهلة نستخدمها في حق من أخطأنا في حقه صغيرا كان ام كبيرا واؤكد على الصغير قبل الكبير .. حيث أن الاعتذار للصغير يكون لديه فكرة جيده عن التسامح والعفو ..
لماذا لا نجعل من خلافاتنا الصغيرة وقفة محاسبة كي لا تتعاظم ولا نستطيع حينها مواجهتها وإخمادها فإخماد النيران في بدايتها امر اسهل بكثير من امتدادها الى الجوار وعدم القدرة على السيطرة عليها ..
هنا دعوة لكل فتاة .. منك انت ايتها الفتاة تبدأ الحياة الهادئة المستقرة .. أيتها الفتاة تعقلي ودعي العناد .. تواضعي في غيرتك .. تسامحي .. تناقشي بهدوء .. تفهمي المواقف .. اختاري الوقت المناسب .. كوني لزوجك الوالدة الحنون ليكن لك الوالد .. كوني له الصديقة الحسنة ليكن لك أفضل الأصدقاء .. إجعليه طفلك المدلل ليجعلك تاجه الذي يتحلى به .. لا تتجملي لسواه ومن أجله .. قدري أهله .. لا تجعلي كلمة صغيرة بينكما تصبح كبيرة .. لا تثقلي عليه بالطلبات .. أيتها الفتاة .. هناك الكثير من الأمور .. ولكن لا أقول انني أعلم كل هذا أو لدي الخبرة أو أخصائية إجتماعية ولكن كل هذا مجرد رؤى عملمتني إياها الحياة ..
اما انت ايها الشاب .. فلا تظن انني قدمت عليك الفاة لشئ .. لا .. فأنت أو هي كلاكما بشر كلاكما أبناء لآدم وكلنا من تراب خلقنا نخطئ ونصيب .. أيها الشاب .. تنازل عن كرامتك فلا معنى لكرامة بلا حياة مستقرة .. كن حليما هادئا .. تفهم زوجتك ان أصابها الملل فأنت قد تعمل وهي لا .. .. تواضع في غيرتك .. لا تعظم المشاكل .. أدر النقاش بهدوء .. امتلك الموقف .. ابتسم لها دائماً .. افض اليها بسرك تمتلك قلبها .. اهتم بأهلها تهتم بأهلك .. قد أهلك في وجودها تقدرهم في غيابك .. افتخر بها لضعك تاج رأسها .. احتر ذوقها وشاركها اختياره فأنت اختيادها وأحد أذواقها .. والكثير الكثير من الأمور ..
اليكم أيها الشباب وأيتها الفتيات اليكم يا من تخططون لإنشاء أسر يبني عليها أطفال وحياة مستقبلية .. وصحوة أمة ومجتمع .. إبدؤوا حياة صحيحة لينشأ جيل واعي .. جيل ارتوى الحنان منذ صغره .. لقد مللنا كثرة الأجيال التي بلا هدف .. الأجيال التي افتقدت كل شئ .. افتقدت الحنان .. افتقدت الأسرة .. إفتقدت للحب .. إفتقدت للأمان .. وافتقدت للهوية .. بالله عليكم أجيبوني .. كم لمجتمعنا أن يتقدم وبه هذا الكم من الفوضى ؟؟ كيف وبه هذا الكم من الأسر غير المستقرة ؟؟ الى متى سنقف صامتين ونحن نرى هذا الكم الهائل من حالات الطلاق كل يوم وتشتت الأبناء والصراع النفسي والإجتماعي وتبعاته ..
عودوا الى ايام أجدادكم .. أيام الحب الصادق .. الى الأيام التي لم تكن فيها المادة قد سيطرت على العقول حتى طمستها .. ثم بعد ذلك أعيدوا النظر في حالكم ثم فكروا مليا .. كيف كان حالهم وكيف تقدموا ؟؟ وانظروا الينا الآن وأترك الحكم لكم .. هل سنتقدم حتماً أم نحن في خطواتنا للعودة الى الوراء ؟؟
أنا لست سوى فتاة على أولى درجات العشرين أتأمل حولي وأتساءل وأترك لكم الإجابة يا أولوا الألباب .. فهل هناك إجابة عملية وقد مللنا من الأقوال ..
بقلمي :
أنـــــــ ـا / أسماء خليفة
" أُنْثَى حَالِمهــ "