... يوميات مراهق عربي في بلاد الغرب ...
... الشاعر : عبد الرحمن العشماوي ...
بَاريسُ تَعرِفُني ولَندَنُ لَم تَزَل = تَرنو إِلى جَيبِي وحُسنِ هِبَاتي
وعُيون مَانيلَّا تُرَاقِبُ مَقدَمي = ولَكَم غَرَستُ بأرضِهَا شَهَوَاتي
كَم زُرتُ فِيهَا مِن مَواطِنِ شُبهَةٍ = وأَطَلتُ فِي سَاحَاتِها وَقَفَاتي
وأَقَمتُ فِيهَا مِن هَوَايَ مَعَالِماً = ونَقَشتُ فَوقَ جَبينهَا خُطُوَاتي
كَم حَانَةٍ ذَوَّبتُ فِيهَا هِمَّتي = وعَقَدتُ فِيهَا كُلّ مُؤتَمَرَاتي
شَهرَانِ لَم أَسمَع نَصِيحَةَ وَالِدٍ = أَبَدَاً ولَم أُجبَر عَلَى الصَّلوَاتِ
شَهرَانِ لَم أَسمَع تِلاوةَ قَارِئٍ = يَتْلو عَلَيّ زَوَاجِرَ الآَيَاتِ
وشَرِبتُ فِيها الكَأسَ حَتَّى خِلتُني = أُدمِي فُؤَادَ الكَأسِ بالرَّشَفَاتِ
وجَعَلتُ فِيهَا اللَيلَ يَكرَهُ نَفسَهُ = مِن سُوء مَا أَجنِيهِ فِي سَهَرَاتي
وجَمَعتُ للتَذكَارِ ألفَي صَورَةٍ = أَفنَيتُ فِي تَصويرِهَا عَدَسَاتي
ودَعَوتُ أَصحَابي أُذيبُ قُلُوبهُم = بِمُغَامَراتِ اللَهوِ فِي رَحَلاتِي
لا تَسألوا عَنّي ولا تَتَعجَبوا = مِنّي ولا تَبْكوا عَلَى سَقَطَاتي
أنَا فَارِسٌ يَغزو مَيَادينَ الهَوَىَ = فَسَلوا بِقَاع اللَهو عَن غَزَوَاتي
ولَكَم عَثَرتُ عَلَى الطَريقِ ولَم أَجِد = مَن بالحَنَانِ يُقِيلُني عَثَرَاتي
أنَا لَستُ وَحدِي فِي طَريقِ = مَتَاهَتي ..أَبنَاؤكُم في الغَربِ بالعَشَرَاتِ
أَبنَاؤكُم في الغَربِ مَصدَرُ رِزقِهِ = يَتَصَدَّقونَ عَليهِ بالنَّفَقَاتِ
سَلمتُموهُم للعَدوِ غَنيمَةً= فَلتَغسِلوا الأدرَانَ بِالعَبَرَاتِ
سِرُّ الهَزيمَةِ أَنَّنَا مِن جَهلِنَا= نَرمِي إِلى الأعدَاءِ بالفَلَذَاتِ