كثرة هي لحظات سعادتنا وكذلك لحظات حزننا , اما لحظات الالم والفاجعة فنادرا ما تحدث لنا , نادرا ما تتكرر , هل لحظات ومواقف لها ذكريات لا تنسى , ذكريات لا يمكن ان نمحوها من مذكراتنا , تبلى الاوراق وتجف الاقلام ولكن تبقى تلك المأساة هي المأساة بكل تفاصيلها , نظل نرويها دوما كما هي , لن يمكن ان يتغير بها شئ .
كم كانت سعادتنا الغامرة في ذلك اليوم عندما قررنا السفر , عندما حزمنا امتعتنا واتجهنا صوب الميناء , كان الطريق اقصر مما كنا نظن , لم نودع بعضنا عند النرول من السيارة ولاول مرة لربما سيكون الوداع هذه المرة مختلفا عن باقي المرات , هنا الوداع لن يكون بالاحضان والتخاطب والالسن وكلمت الى اللقاء , سنودع بعضنا بالصمت الى الابد , صرخة مدوية لن يسمعها احد , سوف ترتد الينا , كل الاتجاهات تتشابه , والظلام حالك مطبق , ولا شئ امامي سوى المجهول .
الشخصيات :مهند : الطفل الصغير ..
فؤاد : الخال ..
نبراس : الأم ..
أسماء : الأخت الكبرى ..
الجرسون ..
أمل : البنت الصغرى ..
أريج : الفتاة التي تكبر أمل ..
منى : الفتاة التي تكبر أريج ..
عائشة : الأخت الثانية ..
القصيدة : تلقيها أسماء و عائشة ..
(الفصل الاول )
يفتح الستار على بوابة الميناء واصوات ضحكات الاطفال , تتوقف السيارة وتنزل منها العائلة المكونة من 6 افراد , الام وبناتها الاربع وولدها الصغير ذو الاربع اعوام , بالاضافة الى الخال فؤاد الذي قام بايصال العائلة للميناء .
مهند : يظل يركض جيئة وذهابا على ذلك الرصيف يحمل بين ذراعية لعبته ثم يقف قليلا ليجد اخته امل تتأمل الى البحر الهادئ في صمت فيبادرها قائلا امل هيا انتبهى سوف اقذفها اليك هيا التقطيها .
امل : تلتقطها منه وهي تضحك سعيده , ومن ثم تقذفها مجددا وهي تقول هل انت سعيد يا مهند ؟
مهند : نعم انا سعيد اننا سوف نسافر هذه الليلة , سوف اذهب الى بابا , الى سيارتنا الكبيرة , الى منزلنا الكبير , واخي عماد الذي يلعب معي .
الام : امل – مهند , هيا سوف نذهب .
- تسير الام وبناتها وتمسك امل بيد اخيها مهند ويرون عبر البوابه , لم يفكروا ذات لحظة ان يودعوا خالهم الذي مازال ينظر اليهم والدموع تملأ عينيه , ولكن ما ان تنبه مهند الى ذلك وركض اليه , ليجثوا الخال فؤاد على ركبتيه ويحتضنه بين ذراعيه .
فؤاد : سوف اشتاق اليك كثيرا ايها الصغير الشقي .
مهند : وانا سوف اعود اليك سريعا يا خالي من اجل ان اذهب معك كل يوم الى الاستاد لالعب معك بالكره ..
مهند: عاد راكضا ليمسك بيد امل , يعبرون البوابة واحدا بعد الآخر ولكن مهند يظل ينظر الى خاله اللذي اعتبره صديقه طيلة الفترة التي قضاها معه حتى يمر عبر البوابة ويذهب .
فؤاد: يتجه الى سيارته ليركبها ثم يأخذ بالتحرك عائدا الى المنزل ..
( الفصل الثاني )
تفتح الستار على طاولة في مطعم الباخرة حيث تجلس الام نبراس وكل من بناتها أريج وعائشة وأسماء ومنى , الباخرة في عرض البحر في اليل , كل الامور على مايرام , والبحر هادئ والسماء صافية , والجو شتائي بارد .
اريج : اين مهند وأمل يا ماما ؟
نبراس : مهند نائم في الغرفة يا أريج واعتقد ان امل معه تكمل اللوحة التي كانت ترسمها ربما , هلا تذهبين لتطمئني عليهم وتأتين لي بمعطفي لانني بدأت اشعر بالبرد .
عائشة : وكذلك معطفي ..
أريج : ولم لا تذهب أسماء او منى , لماذا انا , انا لست الكبرى ؟؟
نبراس : لا تطيلي الحديث يا أريج وهيا اذهبي .
تذهب اريج للغرفه حيث ستحضر معطف الام , وتطمئن على اخوتها , وتترك امها اخوتها يجلسن في المطعم كما كن .
نبراس : منى كم الوقت الآن ؟
منى : انتظري , اعتقد انها الثامنه , او يبدوا انها التاسعة , لا اعلم .
نبراس : كيف لا تعلمين ؟ اليس معك ساعة ..
منى : بلى ياماما لدي ساعة , ولكن قمت بتعديلها حيث تتوافق مع التوقيت في السعودية حيث نصل , فلا اعلم هل اخرتها ام قدمتها , انتظري سوف أسأل الجرسون .
في حركة خاطفة سريعة تلتفت على الجرسون لتسأله , كم الساعة الآن لو سمحت ؟؟
الجرسون : الساعة , لما تسالين عن الساعة , هل مللتن الجلوس ؟؟
منى : لا ولكن حدث خطأ في ساعتي فأريد تعديل الوقت , كم هي الساعة اذن ؟؟
الجرسون : الساعة الثامنة والنصف يا آنسة ........
منى : منى .. الآنسة منى ..
الجرسون : هل تودين خدمة أخرى ! أي طلب , شراب شاخن , شراب بارد ., برجر , لدينا كل شئ .
منى : حسنا , لو اردنا شئ سوف أناديك , شكرا ..
الجرسون : وانا هنا في الجوار ..
يذهب الجرسون لتتلقى منى من والدتها توبيخا على طريقه حديثها مع الجرسون .. وخلال دقائق حركة غير طبيعية لطاقم المركب تنذر ان هناك شيئا خطيرا قد حدث ..
عائشة : ماما ., هلا تلحظين ان هناك حركة غير طبيعية ؟؟
نبراس : ما قصدك , غير طبيعية ؟؟ كيف ؟؟
عائشة : ولكن ياماما انا اشعر بالخوف ..
أسماء : هل هناك أسرار عنا ياماما انت وعائشة ..
عائشة : متورة قليلا وتتلفت كثيرا من حولها , لا شئ اصمتي انت ..
أسماء : ولم تصرخين بي هكذا ..
عائشة : لاشئ , كم الساعة معك ؟؟
منى : اصبحت التاسعة , لماذا , مابك ؟؟ وجهك يبدوا شاحبا ؟؟
اسماء: تقوم بمناداة الجرسون بصوت عالي , انت تعال الى هنا من فضلك .
الجرسون : يأتي اليها , وقد بدا عليه الخوف , اؤمريني ياآنسة .
أسماء : هل تذكر لي ماذا هناك ؟؟ ماذا يحدث ؟
الجرسون : لا شئ نحن نسيطر على الوضع ..
أسماء : أي وضع ؟؟ ماذا تقصد ؟؟ هلا افهمتني ؟؟ وما رائحة الدخان هذه التي بدأت اشتمها ..
الجرسون : لاشئ يا آنسة انها فقط رائحة الشوي , فنحن نريد على متن هذه الرحلة ان تستمتعن معنا سوف نقد شواء زكياً , بامكانك تذوقه ..
أسماء : اتظن انني مغفلة , لقد قمتم بافتعال هذه الحيلة للمداراة على الحقيقة , ماذا هناك ؟؟ ... انتظر ! هلا نظرت الى الزاوية هناك عند السلم , اظن انني ارى بعض من اصدقائك يحملون ستراة نجاة , ستراة نجاة ونحن في عرض البحر , في منتصف المسافة , ورائحة دخان , بالله ماذا تسمى هذا , هيا اخبرني بالله ماذا تسمى هذا ؟؟
الجرسون : يقاطعها , ياآنسه ذكرت لك ان الامور تحت السيطره ..
أسماء : تحت السيطرة , تحت السيطرة , تحت السيطرة , تدل هذه العبارة ان هناك مصيبه دامت الامور تحت السيطرة , يرتفع صوتها , حيث يصل الى والدتها التي تجلس على الطاولة مع اخواتها في الجوار ..
نبراس : أسماء لماذا تصرخين بوجه الجرسون , وبماذا تتحادثون على بعد , تهم بالقيام من مكانها , فتتقدم أسماء اليها ..
أسماء : لا شئ يا ماما , ثم تجلس بمكانها , ويذهب الجرسون راكضاً الى أصدقائهم محاولا انقاذ الموقف ..
نبراس : تشعر ان هناك حركة غريبة , تقوم من مكانها وتقول لبناتها, سوف اذهب للإطمئنان على اخوتك , وعندما تهم بالقيام , يأتيها مهند يركض ويبكي من شدة الخوف , تسأله طفلي مابك يا بني ؟
أريج : هناك دخان في الطابق السفلي , كانوا يصرخون علي بأعلى أصواتهم هيا الى السطح , حملت مهند وركضت به سريعا للصعود اليكم , والتفت لانادي امل وجدتها تركض وتصعد خلفي ..
أمل : تقاطعها , ماما لقد وجدك الماء يلاحقني , ماما: هل سنموت ؟؟ انا خائفة ؟؟
أسماء : انت ايها الجرسون العين , هل لي بستة ستراة نجاة ؟
الجرسون : ليس لدينا عدد كافي يا آنسة !
أسماء : ماذا ليس لديكم العدد الكافي ؟؟ وماذا ان حدثت كارثه ؟؟
الجرسون : تمسكوا جيدا , واهدؤا جميعا , فالامور تحت السيطرة ..
أسماء : تمد يدها بقوة لتسحب سترة النجاة التي كان يهم بارتدائها , وتذهب الى حيث تجلس عائلتها , وتقوم بالباس السترة لمهند , هي الكبرى , وتشعر بقليل من المسؤولية تجاه اخوتها , بعدما غابت وادتها عن الوعي بفضل الصدمة ..
منى : أسماء انا خائفة ..
أريج : هل سنموت ..
أمل : هل ماتت ماما ..
عائشة : لا تخفن , يجب ان نمسك ببعضنا جيدا فانا اجيد السباحة وكذلك أسماء , يجب ان لا نمسك بمهند , فقط اسماء من ستمسك به ..
أسماء : لن نموت , تحتضن اخوتها بقوة , منهم من يبكي , ومنهم من يصرخ , تشعر ان قدميها تتحرك من مكانها ..
أريج : انا اشعر انا ننقلب ..
منى : سوف نسقط في الماء ..
أسماء : تمسك بايدي اخوتها ويقفون جميعا , ولكن ينزلقون باتجاه المجهول ..
يغلق الستار , ويستمر اصوات الصراخ والنداءات والاستغاثات , ينخفض الصوت تدريجيا بخروج :
أ - سأروي لكم بعض الـذي كان،إنهـا // لأعجـب مأسـاةٍ وأغـرب قصـة
كم كانت سعادتنا الغامرة في ذلك اليوم عندما قررنا السفر , عندما حزمنا امتعتنا واتجهنا صوب الميناء , كان الطريق اقصر مما كنا نظن , لم نودع بعضنا عند النرول من السيارة ولاول مرة لربما سيكون الوداع هذه المرة مختلفا عن باقي المرات , هنا الوداع لن يكون بالاحضان والتخاطب والالسن وكلمت الى اللقاء , سنودع بعضنا بالصمت الى الابد , صرخة مدوية لن يسمعها احد , سوف ترتد الينا , كل الاتجاهات تتشابه , والظلام حالك مطبق , ولا شئ امامي سوى المجهول .
الشخصيات :مهند : الطفل الصغير ..
فؤاد : الخال ..
نبراس : الأم ..
أسماء : الأخت الكبرى ..
الجرسون ..
أمل : البنت الصغرى ..
أريج : الفتاة التي تكبر أمل ..
منى : الفتاة التي تكبر أريج ..
عائشة : الأخت الثانية ..
القصيدة : تلقيها أسماء و عائشة ..
(الفصل الاول )
يفتح الستار على بوابة الميناء واصوات ضحكات الاطفال , تتوقف السيارة وتنزل منها العائلة المكونة من 6 افراد , الام وبناتها الاربع وولدها الصغير ذو الاربع اعوام , بالاضافة الى الخال فؤاد الذي قام بايصال العائلة للميناء .
مهند : يظل يركض جيئة وذهابا على ذلك الرصيف يحمل بين ذراعية لعبته ثم يقف قليلا ليجد اخته امل تتأمل الى البحر الهادئ في صمت فيبادرها قائلا امل هيا انتبهى سوف اقذفها اليك هيا التقطيها .
امل : تلتقطها منه وهي تضحك سعيده , ومن ثم تقذفها مجددا وهي تقول هل انت سعيد يا مهند ؟
مهند : نعم انا سعيد اننا سوف نسافر هذه الليلة , سوف اذهب الى بابا , الى سيارتنا الكبيرة , الى منزلنا الكبير , واخي عماد الذي يلعب معي .
الام : امل – مهند , هيا سوف نذهب .
- تسير الام وبناتها وتمسك امل بيد اخيها مهند ويرون عبر البوابه , لم يفكروا ذات لحظة ان يودعوا خالهم الذي مازال ينظر اليهم والدموع تملأ عينيه , ولكن ما ان تنبه مهند الى ذلك وركض اليه , ليجثوا الخال فؤاد على ركبتيه ويحتضنه بين ذراعيه .
فؤاد : سوف اشتاق اليك كثيرا ايها الصغير الشقي .
مهند : وانا سوف اعود اليك سريعا يا خالي من اجل ان اذهب معك كل يوم الى الاستاد لالعب معك بالكره ..
مهند: عاد راكضا ليمسك بيد امل , يعبرون البوابة واحدا بعد الآخر ولكن مهند يظل ينظر الى خاله اللذي اعتبره صديقه طيلة الفترة التي قضاها معه حتى يمر عبر البوابة ويذهب .
فؤاد: يتجه الى سيارته ليركبها ثم يأخذ بالتحرك عائدا الى المنزل ..
( الفصل الثاني )
تفتح الستار على طاولة في مطعم الباخرة حيث تجلس الام نبراس وكل من بناتها أريج وعائشة وأسماء ومنى , الباخرة في عرض البحر في اليل , كل الامور على مايرام , والبحر هادئ والسماء صافية , والجو شتائي بارد .
اريج : اين مهند وأمل يا ماما ؟
نبراس : مهند نائم في الغرفة يا أريج واعتقد ان امل معه تكمل اللوحة التي كانت ترسمها ربما , هلا تذهبين لتطمئني عليهم وتأتين لي بمعطفي لانني بدأت اشعر بالبرد .
عائشة : وكذلك معطفي ..
أريج : ولم لا تذهب أسماء او منى , لماذا انا , انا لست الكبرى ؟؟
نبراس : لا تطيلي الحديث يا أريج وهيا اذهبي .
تذهب اريج للغرفه حيث ستحضر معطف الام , وتطمئن على اخوتها , وتترك امها اخوتها يجلسن في المطعم كما كن .
نبراس : منى كم الوقت الآن ؟
منى : انتظري , اعتقد انها الثامنه , او يبدوا انها التاسعة , لا اعلم .
نبراس : كيف لا تعلمين ؟ اليس معك ساعة ..
منى : بلى ياماما لدي ساعة , ولكن قمت بتعديلها حيث تتوافق مع التوقيت في السعودية حيث نصل , فلا اعلم هل اخرتها ام قدمتها , انتظري سوف أسأل الجرسون .
في حركة خاطفة سريعة تلتفت على الجرسون لتسأله , كم الساعة الآن لو سمحت ؟؟
الجرسون : الساعة , لما تسالين عن الساعة , هل مللتن الجلوس ؟؟
منى : لا ولكن حدث خطأ في ساعتي فأريد تعديل الوقت , كم هي الساعة اذن ؟؟
الجرسون : الساعة الثامنة والنصف يا آنسة ........
منى : منى .. الآنسة منى ..
الجرسون : هل تودين خدمة أخرى ! أي طلب , شراب شاخن , شراب بارد ., برجر , لدينا كل شئ .
منى : حسنا , لو اردنا شئ سوف أناديك , شكرا ..
الجرسون : وانا هنا في الجوار ..
يذهب الجرسون لتتلقى منى من والدتها توبيخا على طريقه حديثها مع الجرسون .. وخلال دقائق حركة غير طبيعية لطاقم المركب تنذر ان هناك شيئا خطيرا قد حدث ..
عائشة : ماما ., هلا تلحظين ان هناك حركة غير طبيعية ؟؟
نبراس : ما قصدك , غير طبيعية ؟؟ كيف ؟؟
عائشة : ولكن ياماما انا اشعر بالخوف ..
أسماء : هل هناك أسرار عنا ياماما انت وعائشة ..
عائشة : متورة قليلا وتتلفت كثيرا من حولها , لا شئ اصمتي انت ..
أسماء : ولم تصرخين بي هكذا ..
عائشة : لاشئ , كم الساعة معك ؟؟
منى : اصبحت التاسعة , لماذا , مابك ؟؟ وجهك يبدوا شاحبا ؟؟
اسماء: تقوم بمناداة الجرسون بصوت عالي , انت تعال الى هنا من فضلك .
الجرسون : يأتي اليها , وقد بدا عليه الخوف , اؤمريني ياآنسة .
أسماء : هل تذكر لي ماذا هناك ؟؟ ماذا يحدث ؟
الجرسون : لا شئ نحن نسيطر على الوضع ..
أسماء : أي وضع ؟؟ ماذا تقصد ؟؟ هلا افهمتني ؟؟ وما رائحة الدخان هذه التي بدأت اشتمها ..
الجرسون : لاشئ يا آنسة انها فقط رائحة الشوي , فنحن نريد على متن هذه الرحلة ان تستمتعن معنا سوف نقد شواء زكياً , بامكانك تذوقه ..
أسماء : اتظن انني مغفلة , لقد قمتم بافتعال هذه الحيلة للمداراة على الحقيقة , ماذا هناك ؟؟ ... انتظر ! هلا نظرت الى الزاوية هناك عند السلم , اظن انني ارى بعض من اصدقائك يحملون ستراة نجاة , ستراة نجاة ونحن في عرض البحر , في منتصف المسافة , ورائحة دخان , بالله ماذا تسمى هذا , هيا اخبرني بالله ماذا تسمى هذا ؟؟
الجرسون : يقاطعها , ياآنسه ذكرت لك ان الامور تحت السيطره ..
أسماء : تحت السيطرة , تحت السيطرة , تحت السيطرة , تدل هذه العبارة ان هناك مصيبه دامت الامور تحت السيطرة , يرتفع صوتها , حيث يصل الى والدتها التي تجلس على الطاولة مع اخواتها في الجوار ..
نبراس : أسماء لماذا تصرخين بوجه الجرسون , وبماذا تتحادثون على بعد , تهم بالقيام من مكانها , فتتقدم أسماء اليها ..
أسماء : لا شئ يا ماما , ثم تجلس بمكانها , ويذهب الجرسون راكضاً الى أصدقائهم محاولا انقاذ الموقف ..
نبراس : تشعر ان هناك حركة غريبة , تقوم من مكانها وتقول لبناتها, سوف اذهب للإطمئنان على اخوتك , وعندما تهم بالقيام , يأتيها مهند يركض ويبكي من شدة الخوف , تسأله طفلي مابك يا بني ؟
أريج : هناك دخان في الطابق السفلي , كانوا يصرخون علي بأعلى أصواتهم هيا الى السطح , حملت مهند وركضت به سريعا للصعود اليكم , والتفت لانادي امل وجدتها تركض وتصعد خلفي ..
أمل : تقاطعها , ماما لقد وجدك الماء يلاحقني , ماما: هل سنموت ؟؟ انا خائفة ؟؟
أسماء : انت ايها الجرسون العين , هل لي بستة ستراة نجاة ؟
الجرسون : ليس لدينا عدد كافي يا آنسة !
أسماء : ماذا ليس لديكم العدد الكافي ؟؟ وماذا ان حدثت كارثه ؟؟
الجرسون : تمسكوا جيدا , واهدؤا جميعا , فالامور تحت السيطرة ..
أسماء : تمد يدها بقوة لتسحب سترة النجاة التي كان يهم بارتدائها , وتذهب الى حيث تجلس عائلتها , وتقوم بالباس السترة لمهند , هي الكبرى , وتشعر بقليل من المسؤولية تجاه اخوتها , بعدما غابت وادتها عن الوعي بفضل الصدمة ..
منى : أسماء انا خائفة ..
أريج : هل سنموت ..
أمل : هل ماتت ماما ..
عائشة : لا تخفن , يجب ان نمسك ببعضنا جيدا فانا اجيد السباحة وكذلك أسماء , يجب ان لا نمسك بمهند , فقط اسماء من ستمسك به ..
أسماء : لن نموت , تحتضن اخوتها بقوة , منهم من يبكي , ومنهم من يصرخ , تشعر ان قدميها تتحرك من مكانها ..
أريج : انا اشعر انا ننقلب ..
منى : سوف نسقط في الماء ..
أسماء : تمسك بايدي اخوتها ويقفون جميعا , ولكن ينزلقون باتجاه المجهول ..
يغلق الستار , ويستمر اصوات الصراخ والنداءات والاستغاثات , ينخفض الصوت تدريجيا بخروج :
أ - سأروي لكم بعض الـذي كان،إنهـا // لأعجـب مأسـاةٍ وأغـرب قصـة
نظرت إلى أهلـي ،فديـت عيونهـم // تبادلنـي بالحـزن أعمـق نـظـرة
فكـان حديثـاً بالعـيـون محـمـلاً // بحـزنٍ وآلامٍ وإحـسـاسِ فـرقـةِ
فكـان حديثـاً بالعـيـون محـمـلاً // بحـزنٍ وآلامٍ وإحـسـاسِ فـرقـةِ
وقفنـا سويـاً وقفـةً لـو وصفتهـا // لأعجزنـي وصـف لأقصـرِ وقفـة
وماهـي إلا لحظـة طـار بعدهـا // صوابي واحساسي وعزمي وهمتـي
ع - هاوى مئاتُ الناس من كـل جانـبٍ // إلى البحر تمضي فرقةًبعـد فرقـةِ
ع - هاوى مئاتُ الناس من كـل جانـبٍ // إلى البحر تمضي فرقةًبعـد فرقـةِ
قفزت مع الأحبـاب قفـزةَ هـاربٍ // يُواجـه مـا يلقـى بذهـنٍ مشتـتِ
إلـى أيـن؟لا أدري إلـى أين،إننـا // نَفـرُّ إلـى مـوجٍ وحـوتٍ ولُجـةِ
أ - تلقفنـا المـوج الرهيب،فـلا أبــي // رأيـت ولا أمـي الرؤوم،وإخوتـي
أ - تلقفنـا المـوج الرهيب،فـلا أبــي // رأيـت ولا أمـي الرؤوم،وإخوتـي
صرختُ وكررت النـداء فلـم أجـد // سوى صرخات الموج تلطم صرختي
وأصبحت وحدي في الخضم يهولنـي // من البحر ما يقضي على كل فرحـة
ع - فمن سابـح مثلـي بطـوق نجاتـه // ومن شاخص العينين حولـي وميـت
ع - فمن سابـح مثلـي بطـوق نجاتـه // ومن شاخص العينين حولـي وميـت
ومـن رافـع إحـدى يديـه ملوحـا // تخطفـه مـوج فألهـب حسـرتـي
سبحنا سويا ساعـة مـن جراحنـا // فكان أنيسي فـي غياهـب ظلمتـي
فلما تراخى عزمه غـاص واختفـى // فلله ماعانيت مـن جـور وحشتـي
أمامي طواه الموج والموت وانتهـى // أمامي غريقا مشعـلا نـار زفرتـي
تلفـت، ماأقسـى تلـفـت خـائـفٍ // تراقبـه المأسـاة فـي كـل لفـتـة
أ- ألا ما أشد الموت صوتـاً وصـورةً // تراءت لعيني منه أعجـبُ صـورة
أ- ألا ما أشد الموت صوتـاً وصـورةً // تراءت لعيني منه أعجـبُ صـورة
هنا صـار ذكـر الله أعظـم ثـروةٍ // وقيمـة تقـوى الله أعظـم صدمـةِ
ألا ليت أهل البغي في الأرض لامسوا // من البحـر والأمـواج سـر المنيـة
فيا ربما عادوا إلـى الحـق عـودة // وتابوا إلـى الرحمـن أجمـلَ توبـةِ
ع - نعم،إنها عبـارة المـوت لـم تـزل // تحرك في قلبـي شجونـي ولوعتـي
ع - نعم،إنها عبـارة المـوت لـم تـزل // تحرك في قلبـي شجونـي ولوعتـي
أحاط بها الإهمال مـن كـلِّ جانـبٍ // فصارت كسيـفٍ للحقيقـة مُصلـتِ
مـن القاتـل الجاني؟سـؤالٌ معلـقٌ // على باب إنصـاف وعـدل وحكمـة
ركامٌ مـن الإهمـال مـازال جاثـم // بما فيه من سوءٍ على صـدر أمتـي
أ- نعم إنهـا عبـارة المـوت حولـت // حياتي إلى حـزنً وشـوقٍ ودمعـة
عزائـي لكـم يامـن فقدتـم أحبـةٍ // كفقدي أمـام العيـن أغلـى أحبتـي
أ- نعم إنهـا عبـارة المـوت حولـت // حياتي إلى حـزنً وشـوقٍ ودمعـة
عزائـي لكـم يامـن فقدتـم أحبـةٍ // كفقدي أمـام العيـن أغلـى أحبتـي
عزاء محب،صورة الهول لـم تـزل // تلاحقـه فـي كـل نـومٍ وصحـوة
أقـول لكم،والبحـر سـاق دليـلـه // على الموت في أجلى وأوضح عبـرةِ
رضانا بما يقضـي الإلــه دليلـنـا // إلى راحةٍ كبـرى وعفـوٍ ورحمـةِ
سيناريو ونص درامي :
أسماء طاهر خليفة
القصيد :
للشاعر عبد الرحمن العشماوي ,
مسرح الثانوية الثانية بعنيزة- 2006
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق