العبودية
أساس الحياة
الحق في الحياة , والحق في ابداء الرأي , وكذلك الحق في معاملة كريمة للسجناء
, احترام حرمة المنازل , احترام تعدد الاراء , حرية اعتناق الأديان والأيديولوجيات
, تجريم محاكمة فرد على أساس انتماءاته السياسية , كل تلك البنود ليست الا بعضا
ًمن مواد العهد العالمي لحقوق الانسان والتي وقعت دول العالم عليها بما فيها الدول
العربية , والتي يبدوا جلياً انها ليست الا حبراً على ورق وأختام ومظاهر كاذبة .
ان ما يحدث في وطننا العربي من اعتقال تعسفي , وبعده حبسٌ احتياطي ,
وربما اصدار قرارات بعد عدة مداولات بالسجن المؤبد , كل ذلك ليس الا تكريساً
لإهدار أبسط حقوق الانسان في الحياة , وهو حقٌ لم تمنحه منظمة أممية ولا حاكم دولة
أو سلطان , وانما هو منحةُ الرب لعباده على وجه الأرض يحيون متي يريد ويردهم اليه
متى أراد وهم أحراراً, فلم يخلق عبيداً.
ان الامر مختلفٌ لدى الحكام والسلاطين , فقد نصبوا أنفسهم أرباب
العباد , يمنحونهم الحياة متى قرروا ذلك ويسلبونها منهم أيضاً متى أرادوا بإختلاف
وسائل التنفيذ إما قتلٍ أوحبسٍ مدى الحياة , ولماذا !! فقط لأنهم طلبوا الحياة
التي هي بالأصل حق أصيل لكل قلبٍ نابضٍ على الأرض , ولكي تحيا حراً على أرضك ليس
مطلوباً منك تقديم قرابين أو عطايا بل يكفي عليك أن تكون إحدى عبيد السلطان , ليست
عبودية معنوية , وانما هي عبودية فكر وعقل .
لقد أصبحنا في زمن تبدلت فيه الموازين , فاصبح الظلم وسيلة لغاية
والظالم هو المتجبر الفاسد الطاغي واجبٌ عليه أن يتحمل أوزار أربابه , اولئك الذين
قرروا أن حياته هبةً منهم , فلم يعد بوسع أي منا مجال لطلبها , فممن يطلبها ! ولمَ
! أمن سلطانٍ جائر , أم من منظمة أممية لم تعد تجدي نفعاً , وأصبحت وظيفتها الأشهر
والأهم , تلاوة بيانات الإستهجان والإستنكار وربما الإدانة على مضدد !!
ان وجود حياة البشر على المحك لا تعني هؤلاء بشئ , هم بالنسبة لهم
فقراء أشبه بجرذان تجارب الحروب والأسلحة ومصالح نفوذ السلطة ومصيرهم الموت حتماً
عاجلاً ام آجلاً أجريت عليهم تجارب أم لا !!
ان من يبقي مع هذا الكم الهائل من (العك) ولديه قليل من الانسانية ,
فهي ليست سوى ثورة وجدانية تحيا داخله, تؤرقه ولا يجد مكاناً ملائماً لينفجر بركان
غضبه , فالكون يضيق بكل الحالمين بالحياة الآملين في تحقيق العدالة والانسانية
يوماً دون قيد أو شرط وربما ستبقي أحلامهم شعارات تردد في أروقة الأمم المتحدة ولا
تتعدى أبوابها .
بقلمي :
أنـــــــ ـا / أسماء خليفة
" أُنْثَى حَالِمهــ "
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق