في هذه الايام ربما اصبحت المراهقة في جيل ما بعد الثمان سنوات أشياء غريبه ..
يسيرون في الشوارع يتصيدون الفتيات المارات لالقاء كلمات لا تليق عليهم !!
ربما أصبح الغريب ان طفل ذو ثمان او تسع سنوات يراقب المراهقين او بعض من دراما اليوم ليقوم بتطبيق ما يحدث بها ولكن مع بعض من الخوف ..
طفل يبلغ من العمر تسعة سنوات فقط ..
طفل يجب ان يحيا حياة طبيعية بريئة مثل أقرانه .. يلعب ويلهوا .. ولا يملئ فراغه وحياته سوى دروسه واللعب ..
يمشي بجانب سيدة يقترب منها .. تساله تظنه طفل متسول ثم تبعده بيدها بلطف وتكمل سيرها ضاحكة .. فيتركها ويبتعد !!
يذهب الى اخرى يقترب منها لتبادره " انت عاوز تسرقني ولا ايه ؟ " فيجيبها بكل برود وربما برائة وعدم ادراك " تتفرجي !! " ربما صدمة الكلمة وربما صدمة الموقف ذاته .. انه ليس رجل .. انه طفل !!
فما هو الرد المناسب لمثل ذلك الموقف ؟ هل تقوم بضربه ؟ او بتوبيخه ؟ او تقوم بنصحه ؟
عندما بادرته بكف على وجهه صعق الطفل وفر هاربا ربما الي مئات الامتار من الركض المستمر دون توقف ..
هل وصل باطفالنا الى هذا الحال !! تقليد ولا يعلم ماذا يقلد ولا ماهي عواقب تقليده !!
هل لهذا الحد ترك الاهل ابنائهم لتربيهم الشوارع والارصفة !! او المراهقين !! وربما التلفاز ..
وكل ذلك في مجتمع محافظ ربما يصنف كاحد المجتمعات المغلقة على ذاتها .. وكل ما هو ممنوع مرغوب .. هل اصبحت هذه الممارسات لدى الاطفال مرغوبة !! ايعقل هذا ؟؟
وربما السؤال الذي يؤرقني ويحيرني .. ياترى ما هو حال هذا الطفل المسكين الذي لقي عقابا لم يكن يتوقعه ربما من سيدة لا يعرف من تكون امام رجال ونساء وفي شارع مكتظ بالمارة ؟؟
ان لم نتيقظ لهذا الداء ونبدؤ بعلاجه من داخل منازلنا ومجتمعنا لفسد المجتمع كله صغاره قبل كباره .. ربما لم اقتنع يوما بمقولة " الاستعمار الفكري " ولكن ربما بعد اليوم قد اقول نعم هذا ما يحدث حقا ..
اذا كنا ننظر الى الغرب وما يقدم من دراما تسمح بكل شئ .. فيجب ان ننظر ايضا الى قانونهم الذي يجرم مشاهدة تلك الدراما الى مادون الثامنة عشر عاماً !! ويضع مراقبة صارمة على ذلك من المجتمع وكذلك من الاسر ذاتها .. فلا يسمح لمن دون السن بالاطلاع على كل شئ واي شئ ..
ويجب ان لا ننسى انه ليس لدينا منظومة تعليمية يعلم فيها الطفل ما يناسب في السن المناسب .. يعلم ما هو الائق وغير الائق .. الا اعني بذالك انه ليس هناك ممارسات خاطئة .. كل شئ موجود .. ولكن لكل شئ دواء .. اما هنا في مجتمعنا فيبقى السؤال : أين الدواء وقد تفشى الداء ؟!
بقلمي :
أنـــــــ ـا / أسماء خليفة
" أُنْثَى حَالِمهــ "