يذهب الجرسون لتتلقى منى من والدتها توبيخا على طريقه حديثها مع الجرسون .. وخلال دقائق حركة غير طبيعية لطاقم المركب تنذر ان هناك شيئا خطيرا قد حدث ..
عائشة : ماما ., هلا تلحظين ان هناك حركة غير طبيعية ؟؟
نبراس : ما قصدك , غير طبيعية ؟؟ كيف ؟؟
عائشة : ولكن ياماما انا اشعر بالخوف ..
أسماء : هل هناك أسرار عنا ياماما انت وعائشة ..
عائشة : متورة قليلا وتتلفت كثيرا من حولها , لا شئ اصمتي انت ..
أسماء : ولم تصرخين بي هكذا ..
عائشة : لاشئ , كم الساعة معك ؟؟
منى : اصبحت التاسعة , لماذا , مابك ؟؟ وجهك يبدوا شاحبا ؟؟
اسماء: تقوم بمناداة الجرسون بصوت عالي , انت تعال الى هنا من فضلك .
الجرسون : يأتي اليها , وقد بدا عليه الخوف , اؤمريني ياآنسة .
أسماء : هل تذكر لي ماذا هناك ؟؟ ماذا يحدث ؟
الجرسون : لا شئ نحن نسيطر على الوضع ..
أسماء : أي وضع ؟؟ ماذا تقصد ؟؟ هلا افهمتني ؟؟ وما رائحة الدخان هذه التي بدأت اشتمها ..
الجرسون : لاشئ يا آنسة انها فقط رائحة الشوي , فنحن نريد على متن هذه الرحلة ان تستمتعن معنا سوف نقد شواء زكياً , بامكانك تذوقه ..
أسماء : اتظن انني مغفلة , لقد قمتم بافتعال هذه الحيلة للمداراة على الحقيقة , ماذا هناك ؟؟ ... انتظر ! هلا نظرت الى الزاوية هناك عند السلم , اظن انني ارى بعض من اصدقائك يحملون ستراة نجاة , ستراة نجاة ونحن في عرض البحر , في منتصف المسافة , ورائحة دخان , بالله ماذا تسمى هذا , هيا اخبرني بالله ماذا تسمى هذا ؟؟
الجرسون : يقاطعها , ياآنسه ذكرت لك ان الامور تحت السيطره ..
أسماء : تحت السيطرة , تحت السيطرة , تحت السيطرة , تدل هذه العبارة ان هناك مصيبه دامت الامور تحت السيطرة , يرتفع صوتها , حيث يصل الى والدتها التي تجلس على الطاولة مع اخواتها في الجوار ..
نبراس : أسماء لماذا تصرخين بوجه الجرسون , وبماذا تتحادثون على بعد , تهم بالقيام من مكانها , فتتقدم أسماء اليها ..
أسماء : لا شئ يا ماما , ثم تجلس بمكانها , ويذهب الجرسون راكضاً الى أصدقائهم محاولا انقاذ الموقف ..
نبراس : تشعر ان هناك حركة غريبة , تقوم من مكانها وتقول لبناتها, سوف اذهب للإطمئنان على اخوتك , وعندما تهم بالقيام , يأتيها مهند يركض ويبكي من شدة الخوف , تسأله طفلي مابك يا بني ؟
أريج : هناك دخان في الطابق السفلي , كانوا يصرخون علي بأعلى أصواتهم هيا الى السطح , حملت مهند وركضت به سريعا للصعود اليكم , والتفت لانادي امل وجدتها تركض وتصعد خلفي ..
أمل : تقاطعها , ماما لقد وجدك الماء يلاحقني , ماما: هل سنموت ؟؟ انا خائفة ؟؟
أسماء : انت ايها الجرسون العين , هل لي بستة ستراة نجاة ؟
الجرسون : ليس لدينا عدد كافي يا آنسة !
أسماء : ماذا ليس لديكم العدد الكافي ؟؟ وماذا ان حدثت كارثه ؟؟
الجرسون : تمسكوا جيدا , واهدؤا جميعا , فالامور تحت السيطرة ..
أسماء : تمد يدها بقوة لتسحب سترة النجاة التي كان يهم بارتدائها , وتذهب الى حيث تجلس عائلتها , وتقوم بالباس السترة لمهند , هي الكبرى , وتشعر بقليل من المسؤولية تجاه اخوتها , بعدما غابت وادتها عن الوعي بفضل الصدمة ..
منى : أسماء انا خائفة ..
أريج : هل سنموت ..
أمل : هل ماتت ماما ..
عائشة : لا تخفن , يجب ان نمسك ببعضنا جيدا فانا اجيد السباحة وكذلك أسماء , يجب ان لا نمسك بمهند , فقط اسماء من ستمسك به ..
أسماء : لن نموت , تحتضن اخوتها بقوة , منهم من يبكي , ومنهم من يصرخ , تشعر ان قدميها تتحرك من مكانها ..
أريج : انا اشعر انا ننقلب ..
منى : سوف نسقط في الماء ..
أسماء : تمسك بايدي اخوتها ويقفون جميعا , ولكن ينزلقون باتجاه المجهول ..
يغلق الستار , ويستمر اصوات الصراخ والنداءات والاستغاثات , ينخفض الصوت تدريجيا بخروج :
أ - سأروي لكم بعض الـذي كان،إنهـا // لأعجـب مأسـاةٍ وأغـرب قصـة
نظرت إلى أهلـي ،فديـت عيونهـم // تبادلنـي بالحـزن أعمـق نـظـرة
فكـان حديثـاً بالعـيـون محـمـلاً // بحـزنٍ وآلامٍ وإحـسـاسِ فـرقـةِ
وقفنـا سويـاً وقفـةً لـو وصفتهـا // لأعجزنـي وصـف لأقصـرِ وقفـة
وماهـي إلا لحظـة طـار بعدهـا // صوابي واحساسي وعزمي وهمتـي
ع - هاوى مئاتُ الناس من كـل جانـبٍ // إلى البحر تمضي فرقةًبعـد فرقـةِ
قفزت مع الأحبـاب قفـزةَ هـاربٍ // يُواجـه مـا يلقـى بذهـنٍ مشتـتِ
إلـى أيـن؟لا أدري إلـى أين،إننـا // نَفـرُّ إلـى مـوجٍ وحـوتٍ ولُجـةِ
أ - تلقفنـا المـوج الرهيب،فـلا أبــي // رأيـت ولا أمـي الرؤوم،وإخوتـي
صرختُ وكررت النـداء فلـم أجـد // سوى صرخات الموج تلطم صرختي
وأصبحت وحدي في الخضم يهولنـي // من البحر ما يقضي على كل فرحـة
ع - فمن سابـح مثلـي بطـوق نجاتـه // ومن شاخص العينين حولـي وميـت
ومـن رافـع إحـدى يديـه ملوحـا // تخطفـه مـوج فألهـب حسـرتـي
سبحنا سويا ساعـة مـن جراحنـا // فكان أنيسي فـي غياهـب ظلمتـي
فلما تراخى عزمه غـاص واختفـى // فلله ماعانيت مـن جـور وحشتـي
أمامي طواه الموج والموت وانتهـى // أمامي غريقا مشعـلا نـار زفرتـي
تلفـت، ماأقسـى تلـفـت خـائـفٍ // تراقبـه المأسـاة فـي كـل لفـتـة
أ- ألا ما أشد الموت صوتـاً وصـورةً // تراءت لعيني منه أعجـبُ صـورة
هنا صـار ذكـر الله أعظـم ثـروةٍ // وقيمـة تقـوى الله أعظـم صدمـةِ
ألا ليت أهل البغي في الأرض لامسوا // من البحـر والأمـواج سـر المنيـة
فيا ربما عادوا إلـى الحـق عـودة // وتابوا إلـى الرحمـن أجمـلَ توبـةِ
ع - نعم،إنها عبـارة المـوت لـم تـزل // تحرك في قلبـي شجونـي ولوعتـي
أحاط بها الإهمال مـن كـلِّ جانـبٍ // فصارت كسيـفٍ للحقيقـة مُصلـتِ
مـن القاتـل الجاني؟سـؤالٌ معلـقٌ // على باب إنصـاف وعـدل وحكمـة
ركامٌ مـن الإهمـال مـازال جاثـم // بما فيه من سوءٍ على صـدر أمتـي
أ- نعم إنهـا عبـارة المـوت حولـت // حياتي إلى حـزنً وشـوقٍ ودمعـة
عزائـي لكـم يامـن فقدتـم أحبـةٍ // كفقدي أمـام العيـن أغلـى أحبتـي
عزاء محب،صورة الهول لـم تـزل // تلاحقـه فـي كـل نـومٍ وصحـوة
أقـول لكم،والبحـر سـاق دليـلـه // على الموت في أجلى وأوضح عبـرةِ
رضانا بما يقضـي الإلــه دليلـنـا // إلى راحةٍ كبـرى وعفـوٍ ورحمـةِ
سيناريو ونص درامي :
أسماء طاهر خليفة
القصيد :
للشاعر عبد الرحمن العشماوي ,
مسرح الثانوية الثانية بعنيزة- 2006