2011-05-22

هل نفذ رصيدكم ؟

ثورتنا سفينة .. إلى أين تقاد دفتك ؟؟ ومن قائدها ؟؟ والى اين تتجهين ؟؟


عندما قررنا إنقاذك يا بلادنا في الخامس والعشرين من يناير .. كان الظلم قد وصل مبتغاة وضاقت به النفوس .. ظللنا طيلة ثمانية عشر يوما يد واحدة .. لا فرق بين مسلم ومسيحي .. لا هدم لكنيسة ولا إحراق لمسجد .. كنا نقيم صلواتنا في ذات المكان .. كنا نصلي على الشهداء سويا .. كنا فقط مصريون .. صوتنا واحد .. صرختنا واحدة .. يدنا واحدة .. ضد عدو واحد .. كان نظام فاسد ..

لكن هل ذهب النظام ؟؟ هل ذهب العدو ؟؟ .. ذهب مبارك الى شرم الشيخ .. أبقى أحبائه " شفيق – محافظيه " ليكن دورنا هو الميدان ذاته .. لننادي برحيله .. حتى رحل أخيرا .. كان هذا النصر الآخر الذي حققناه .. التزمنا الصمت .. نراقب تحركات مجلس عسكري جاء كحام لثورتنا ولنقل البلاد من فترة ظلم استشرى في جميع المؤسسات الي دولة مؤسسات ديمقراطية كما يبتغيها الثوار ..

انقسم الصف المصري الي جزئيين في بداية الأمر من يقول نعم ومن يقول لا .. كل فريق يعادي الآخر.. هذه الروح التي طمستها أيام الميدان .. قلنا نعم نشارك في الاستفتاء فهذه الديمقراطية التي أردنا !! ولكن هناك سؤال ملح : أيهما يتم تطبيقه .. نعم أم لا .. كانت النتيجة نعم .. ولكن هل سمعنا انه في حال كانت النتيجة بنعم سيكون هناك إعلان دستوري !! أم أن ذلك سيكون في حالة كانت نتيجة الاستفتاء بلا !!

إن أتينا للتدقيق في الأمور وفحصها قليلا لنقول نحن نعم المخطئون .. نحن من تصرفنا بنوايا حسنه .. ثورتنا لم تكن لازالة مبارك وفقط .. كانت ثورة لإسقاط نظام وحزبه .. ودستوره .. وجميع معاونيه .. وكذلك جهاز امن الدولة .. الذي ربى فينا الخوف ..

في الثاني عشر من فبراير غادرنا الميدان باعتداء للشرطة العسكري على من بقى في الميدان بإيقان منه أن الثورة قد بادت بذهاب مبارك ووجوده في الميدان واجب لإكمال ثورته .. ماذا كان الرد .. كانت مسكنات لا تزيل الألم اعتدنا عليها ومللناها طيلة 30 عاما من الحصار .. نعم اسميه الحصار .. فقد كنا محاصرين داخل أنفسنا .. داخل وطننا .. لم يكن لنا وطن قبل ذلك وبدأنا نستعيده .. ولكن استعادة المنهوب ليست باليسيرة ..

تتالى المجلس العسكري بإرسال المسكنات .. كلما دعونا الي تظاهرة .. قام لتنفيذ طلباتنا .. وهنا رسالة أولى : أيها المجلس العسكري إن كانت هذه طريقة تنفيذ مطالب ثورة شرعية .. فقد قلنا لمبارك ارحل لأنه كان يتخذ ذات الأسلوب مع الشعب منذ خمسة عشر عاما .. هل ستكون النهاية أن ترقبنا عن بعد .. ولا تحرك ساكنا .. ولكن لن ننتظر بالتأكيد حتى هذه اللحظة ..

رسالة أخرى للمجلس الموقر : ماذا حدث في 9 مارس .. وماذا حدث أمام السفارة الإسرائيلية .. وماذا حدث أمام محكمة المنصورة في محاكمة مدير الأمن وقتلة الشهداء ومصابي الثورة .. هل تم حل جهاز امن الدولة بالفعل !! ولكن من اين أتى الأمن المركزي .. ولصالح من أتى ؟؟ ولماذا تحميه الشرطة العسكرية .. ولماذا مازال هناك إطلاق لرصاص مطاطي وغاز مسيل للدموع .. كتب عليه مصنوع في أمريكا .. وان كانت الذخيرة قد نفذت في جمعة الغضب .. مما استدعى الأمن للانسحاب .. أم كانت إحدى كذبات النظام السابق ؟؟ وماذا يعني دخول الصحفيين بتصريح من الأمن الى المحكمة !! هل عدنا أدراجنا !! لم الاعتقالات والمحاكمات العسكرية للثوار واحد تلو الآخر !!

أيها المجلس العسكري : بخبرتي القليلة التي اعلمها أن أية مجلس رئاسي .. يكون له متحدث رسمي يتم الإعلان عنه .. يتحدث باسم المجلس .. ويعلن قراراته .. وليكن السؤال .. اين هو ذلك المتحدث الرسمي ؟؟ كل مره كان يتحدث فيها شخص مختلف !! أما أنت يا سيادة المشير فوظيفتك في المجلس الرئاسي لست إلا ممثلا لوزارة الدفاع فيه .. بأي صفة تتحدث الي الشعب بشكل رسمي ؟؟ هل أنت الرئيس ؟؟ هل هذه هي الصفقة التي عقدتها مع مبارك لتنحيه واستمرار القمع العسكري لمصر ؟؟ أم انك تظن أنها حرب بينك وبين الشعب .. لذلك تدير الأمور من منطق الحرب .. هل نسيت أننا قمنا بحماية ديارنا وأهلنا .. قمنا بدور الأمن في كل مدن وقرى مصر .. وأنت كنت تقف متفرجا ..

كنا نقول مبارك ليس مصر .. ومصر ليست مبارك .. كذلك نكررها مرة أخرى المجلس العسكري ليس المشير .. وليس هو وزارة الدفاع .. هو ليس سوى مدير لخدمة الشعب والثورة .. وكل ما نراه من تعتيم على الأحداث .. هو ذات السيناريو الذي كنا نراه قبل مغادرة مبارك .. لله درك يا مصر .. من يدبر حالك يا مصر إن كانت هي ذات السياسة التي تتبع في عهد مبارك هي التي تتبع في الوقت الحالي ..

ثورتنا مستمرة .. وواجبنا حمايتها .. ولن نسمح لأحد بسرقتها .. أو إضاعة دماء طاهرة سالت على ارض طاهرة .. دماء الشهداء أيها العقلاء لن تعود سوى بمعاقبة الجناة جميعا من كبيرهم الى صغيرهم .. ليس هناك فتنة .. وليس هناك طائفية .. ليس هناك انهيار اقتصادي .. وان كان هناك أزمة ما في السولار فليكن السؤال !! لمن تعود ملكية محطات الوقود ؟؟ فان عرفنا إجابة هذا السؤال حقا لتحققنا من المسؤول عنها بكل بساطة ..

رسالة أخيرة يا مجلسنا الموقر : ذلك القانون الهزلي الذي قمت بإصدار لمباشرة الحقوق السياسية يشير الى الرئيس في تحديد وقت الانتخابات .. ولكن اين هو الرئيس ؟؟ أم أن هذا خطأ مطبعي !! وهو المجلس العسكري .. والمفارقة الأخرى .. لماذا عادت الجداول الانتخابية مرة أخرى الى أحضان وزارة الداخلية .. ما الغرض من ذلك ؟؟ أخطاء .. يتلوها مسكنات .. ولكن نحن مازلنا متيقظين جيدا.. نراقب عن كثب حراك الشارع .. وكلمة واحدة يمكن قولها .. لقد نفذ رصيدكم ..




بقلمي : 
أنـــــــ ـا / أسماء خليفة

" أُنْثَى حَالِمهــ "

ليست هناك تعليقات: