2011-07-07

أفعى مازالت حية

ثورة الخامس والعشرون التي صنفت كأول ثورة شعبية بيضاء سلمية كما سميت .. وثاني ثورة شعبية مصرية .. الأولى سرقت ببعض المخدرات .. ولكن التبريرات لتلك المخدرات حينها هو الاحتلال البريطاني في مصر ذلك الوقت .. 

في هذا اليوم وقد مرت خمسة أشهر على ثورتنا العظيمة .. راودتنا خلال هذه الفترة عدة تساؤلات أنتجتها أحداث متلاحقة ومتتالية .. أحداث أكثر زخما تصيبنا بالإحباط أكثر مما تدفعنا للأمل .. في البداية أطلق على المجلس العسكري والذي اجتمع المخلوع بقياداته قبل جمعة الرحيل بأيام .. انه حامي الثورة وانه من لبى مطالبها واقنع المخلوع بضرورة الرحيل .. ولكن .. أليس لحامي الثورة أن يظهر ذلك منذ البداية أم كانت الحماية من وجهة نظره فض الاعتصام في الميدان بالقوة صبيحة احتفالات التنحي .. ضرب وصعق بالكهرباء .. لم يكن امن الدولة بل كانت الشرطة العسكرية بقبعاتهم الحمراء .. وسرعان ما صدر الاعتذار وكان الاعتذار الأول ..

لم يمر شهر على ذلك حتى أعقبه أحداث التاسع من مارس وكذلك في محاولات لفض اعتصام آخر بالقوة المفرطة والاعتقال العشوائي أو ربا قد يكون مبيت النوايا تلاه جمعة التاسع من ابريل ليكن ما يشبه بالمجزرة في ارض الميدان .. تلاه قرار حل أمن الدولة والحزب الوطني وتحويل الأول إلى قطاع الأمن الوطني .. ولكن هم ذات الأشخاص وهم ذات الأوجه وهي ذاتها سياسات التعذيب والقمع ..

أصبحت ألحظ أن المجلس الموقر أصبح يلوث رمز صمودنا وثورتنا .. أخذ يفككنا شيئا فشيئاً بعدما اجتمعنا منذ عام ونصف تحت شعار الجمعية الوطنية للتغيير وذلك عن طريق استفتاء هزلي .. تلاه إعلان دستوري ليلغي شرعية ما تم استفتاؤنا عليه .. فقط انشقت صفوفنا إلى قسمين .. نعم ولا ..نعم للدستور أولا ونعم للانتخابات أولا ..
كما أن ما يحدث من ترويع للآمنين والمعتصمين وشباب الثورة من فُساد الداخلية أو الداخلية الفاسدة بأكملها من القمة حتى القاع .. وقد نخر الفساد بكل ما فيها .. فهل يظهر المجلس الموقر القوة واستعراضها علينا بتحركات ليس لها داعي ؟؟

إذن فأين هو حامي الحمى .. حامي الثورة .. أم انه حصل على ما يريد .. ونام واستراح وحصل على السلطة التي كان يطمح إليها !؟ أربعة اعتداءات من الشرطة العسكرية على مسالمين و اعتذارات تتلوها .. فأية أعذار أقبح من ذنوب .. ومن ثم عودة للأشباح السود بقنابل جديدة الصنع .. حتى بدت الهمجية والاعتداءات لتعيد ليلة الثامن والعشرون لنا صورة الثامن والعشرون من يناير .. وليعيد مشهر الثالث من يوليو هرج ومرج ما قبل الثورة بأيام .. فهل نحن استيقظنا من غفوتنا أم مازلنا في سباتنا .. وهل تنتهي الثورة كما بدأت والى الهلاك جميعنا !! أم مازال هناك بالوقت بقية لإنقاذ ما تبقى من أرواح الشعب ..فأنصاف الثورات ليست إلا إهلاك للشعوب .. وثورتنا لم تحدث سوى النقر لتحديد المكان ومازال الحفر والثقب للتثبيت بإمكان ..
لذلك يجب أن نضع نصب أعيننا دماء سالت على أرض طهرتها .. وأمهات فطرت قلوبها على فلذات أكبادها .. ومبادئ نريد أن نحيا في ظلها طيلة حياتنا الباقية .. وليكن شعارنا كرامة ثم كرامة ثم كرامة .. والحرية والعدالة .. فقد كان شعار انطلاقتنا الأولى .. " عيش – حرية – كرامة – عدالة اجتماعية " .. هنا يجب أن نقف ونتساءل هل تحقق من شعارنا شئ .. أين العدالة ؟؟ هل العدالة هي تعتيم إعلامي وعدم مصداقية ؟؟ أين الحرية ؟؟ هل الحرية هي اعتقال المعتصمين المعبرين عن رأيهم والمطالبين بحقوقهم المشروعة من وجهة نظرهم .. والمطاردات المنظمة من قبل بعض الهمج لهم ؟؟ أين الكرامة ؟؟ أين حياتنا ؟؟ والتي مازلنا وسوف نضحي من أجلها .. وأين محاكمة القتلة ؟؟

رسالتي إلى كل صاحب لسان .. إلى كل قوة تعد كثقل سياسي في الشارع .. ابتداء من كبرى المنظمات السياسية على ارض الواقع " الإخوان المسلمون " وصولا إلى كل صاحب صوت مستقل ويعتد بصوته كثقل سياسي دون تحديد أسماء .. فأسماء الناشطين الذين كان لهم دور في هذا الحراك منذ البداية .. بدأت بالتنحي جانبا دون إظهار ذلك علانية .. ولكن الرسالة : كانت أفعى تتعاظم مع قتلنا واحد تلو الآخر .. هشمنا رأسها ومازال لها لسان وذيل .. فإن أبقينا عليها فقد تنتقم منا جميعاً وان تمكنا من تهشيمها أيضاً فبذلك نكون قد نجحنا في مهمتنا .. وسوف نكمل المسيرة .. ولكن في حال تركها أيضاً ستظل تلاحقنا مئات الأميال لتقتلنا ثم تموت .. فإن قتلتنا هدئت وماتت .. هذا هو الحال الذي نحيا به تماما .. هذا النظام بمؤسساته ليست سوى أفعى كسر البعض خوفه منها وطالب بقتلها وتمكن من بدايتها .. ولكن مازالت تتلوى حولنا جميعاً متمثلة في محافظون وأعضاء للحزب المنحل يجولون هنا وهناك .. وتحكم من طرف واحد .. مع أن الممسك بالأفعى الكثير من الأطراف .. والمتحكم في قتلها هو صاحبها فقط .. هكذا نحن نمسك بها ونريد قتلها .. وليس بيد أي منا مقدرة لذلك .. وصاحبنا المجلس الموقر يقف متفرجاً .. ولا ندري متى ينوي أمراً قاطعاً حتمياً بالانقضاض عليها وقتلها .. لننام هادئين ونقبل تراب الأرض الطاهرة دون خوف من ظهورها مرة أخرى ..





بقلمي : 
أنـــــــ ـا / أسماء خليفة

" أُنْثَى حَالِمهــ "

ليست هناك تعليقات: