كل الأنظمة في بدايتها عندما تتجه إلى تثبيت أقدامها في السلطة فإنها تقوم في التشكيك في أكبر فصيل سياسي عارض النظام الأسبق لها .. وذلك لأجل هستيريا إسقاط النظام ..
الحالة في هذه الأيام … حالة شارع ثوري وشرعية ثورية .. جاءت من شعب انتفض منذ ما يقرب من نصف عام انتفاضة حقيقية .. كانت البداية الحقيقية لهذا الحراك بداية الألفية الثالثة أو الرابعة على اصح التقديرات .. كان لها مطلب رئيسي وليس مطالب فئوية كما يذكرها البعض .. كانت البادرة من حركة المقاومة المصرية والتي أطلقت على نفسها " كفاية " وكانت مناسبة التسمية .. انه يكفي ظلماً وإهانة .. يكفي اعتقالا .. يكفي سجون سياسية .. كفى تكميما للأفواه .. يكفى تزوير .. تكفي رشوة .. كفى مللنا الحياة ..
كان هذا الحراك شعبيا سياسيا اجتماعيا من جميع طوائف المجتمع ابتداء من شباب تعلم تعليما مجانياً .. كان يركض وراء كل فرصة وكل شهادة توفرها له الجامعة .. كل ذلك من اجل فرصة عمل أفضل وحياة مستقبلية كريمة .. بالإضافة إلى حركات سياسية أخرى منظمة وغير منظمة من إسلاميون واشتراكيون بطوائفهم ولبراليون باختلاف توجهاتهم .. والفصيل الأهم من السياسيون الممارسون .. فئة الشباب أللذي عرف عالم الانترنت والتدوين وشعر انه آن أن يصل إلى الحرية ولكن كيف له ذلك وهناك عيون في كل مكان تقف له بالمرصاد ..
منذ هذه اللحظة أو هذه البداية .. ظهرت بشكل جلي مظاهرات ومطالب فئوية نتيجة للظلم المتكرر وهضم الحقوق .. فما كان إلا انتفاضة اكبر مدينة صناعية مصرية في السادس من ابريل ليقوم ناشطون على شبكة التواصل الاجتماعي بتحويل انتفاضة مدينة إلى إضراب عام .. ساعد في الدعوة إلية ذات الغباء من النظام في الإعلام الحكومي بالتهديد والويل والوعيد والخصومات لم يتغيب عن عمله في هذا اليوم ..
في ذات العام حول العدو غزة إلى مجزرة ليخرج ذات الشباب مع القافلة الطبية المصرية والتي كان منها أطباء أكفاء مصريون وعرب لنصرة غزة .. وتخفيف آلامها .. ولم يكن عيبا أن يلتقطوا بعض الصور التذكارية في مثل هذه الفرصة مع مناضلين أحرار .. كالمقاومين الفلسطينيين ..
هؤلاء الشباب من كانت لديهم دوافع التغيير و يجري في عروقهم نسيم الحرية .. فاتت الثورة المصرية بفضل ذات غباء الإعلان المجاني عن إضراب عام .. ليرتفع سقف المطالب من مظاهرة كانوا قد اعتادوا عليها في عيد الشرطة إلى ثورة شعبية كان بادرتها الشباب .. فلكل ثورة شهداء .. والقتلة دوما هم مجندو الشرطة .. كل ثورات العالم وأولها الثورة الفرنسية على سبيل المثال والتي كانت بادرتها الشباب لم تسمح بالعفو عن أيا منهم .. من مبدأ القاتل يقتل ..
إن ما يحدث هذه الأيام يا سيادة من أفعال نهب وسرقة وترويع للآمنين على طرقات السفر ما هو إلا عدم التغيير واستمرار لذات الممارسات التي كانت تمارس من قبل كقيام بعض سائقي الدراجات النارية بسرقة الحقائب النسائية عن المرور بجانب أي منهم .. أو بعض أفعال التحرش الجنسي .. وسياسة المراهنات على السرقات والنصب وعدم تسليم المسروق .. والمعاكسات بسيارات " ألبيك أب كحلية اللون " اقصد بالضبط : الشرطة دائما في معاكسة الشعب : .. وكذلك سياسة الفزاعة حيث استخدم - المخلوع بأمر الثورة - الإسلاميون هو ومن سبقوه ظننا منهم بان هذه الجماعة هي من أطاحة بالحكم الملكي في مصر ..
انه هو ذات النظام الذي بدا بالفعل بمهاجمة الفئة العفوية التي حركت الشارع رفضاً للظلم والاستعباد .. فكيف لنا ان نقول ثورة وتحققت مطالبها .. ولا شئ يتحقق سوى القبض على مزيد من النشطاء والمدونين واتهامة بالخيانة والعمالة والتمويل الخارجي .. فان كانت الخيانة في حب الوطن فجميعنا خائنون .. وان كانت العمالة رحلات تدريبية في بعض دول العالم فأظن انه ليس بخفي على الكثير الرحلات التي تنظمها الجامعات المصرية لبعض الطلبة بالمجان للتدريب والحصول على شهادات تدريبية تحت عنوان المواطنة .. فهناك الكثير من المؤسسات الاجتماعية التي أبرمت الكثير من عقود الاتفاق مع إدارات الجامعات لتدريب الطلبة بالمجان .. وجميع هذه المؤسسات تحمل رمزا واحدا مميزاً “ US” .. كذلك بعثات التبادل الطلابي المنتشرة بكثرة .. فقط سجل اسمك وان كانت لديك لغة جيدة او قد تتم الأمور بشهادة لغة مزورة في بعض الأحيان النادرة .. وان كنت تعرف المسئولون عن النشاط فأنت أولى المرشحين وان كان أصدقاؤك ممن سجلوا معك فانتم الرابحون حتما ً .. هذا هو التعليم الحكومي !!
كذلك الأموال الطائله التي تصل الى ديوان المحافظة في كل المحافظات لكل طالب مبلغ من المال بعد نجاجه وتكون هناك قوائم باسماء هؤلاء الطلبة قد لا يعلم بها الجميع .. من يعلم يذهب ويحصل عليها ومن لا يعلم بها فالى اين تذهب ؟؟ ومن اين تأتي كل هذه الاموال ؟؟ ومن اين هي الاموال التي دخلت الي ميزانيات مطار القاهرة لاعادة هيكلته وترمية .. ثم تقوم السعودية لترميمه على نفقتها واضافة هذه النفقات على مديونيات الدولة ..
منذ الخامس والعشرون وحتى التاسع والعشرون من يناير .. لم نرى سوى الاسلحة الامريكية الصنع والتي استخدمتها الشرطة ضد المتظاهرون .. فهل هذه الاسلحة يتم شراؤها ام من الهدايا الامريكية للحكومة المصرية .. وهل تضاف الى مديونيات الدولة ؟؟
نحن بكل بساطة شباب رفعنا شعار نريد التغيير ولم نجده منذ اعوام ولم نجده حتى بعد الثورة .. هل التغيير من وجهة نظركم ايها المسؤولين استمرار الداخلية في معاكسة الشعب !! وكراسي بلا افعال !!
هل جربت يا سيادة المشير ان تتعرض ابنتك لحادث وتذهب للإبلاغ عنه ليكون الرد عليها ليس لدينا ما يكفي من قوة لمساعدتك .. اطلبي المساعدة من جيرانك .. أم انتك وزير الدفاع ولا يستطيع احد الاقتراب من عائلتك .. هذا ما يحدث بالفعل في أقسام الشرطة من عام 2000 وحتى اليوم .. فأين التغيير الذي تتحدثون عنه ؟!! ان ممارسات التي تحسب كنقاط ايجابية لهذه الوزارة تحسب لضباط بعينهم .. كتصرفات فردية .. والوزارة منها براء ..
– اعلموا جيداً ان ما لم تتغير هذه السياسة وتنحون سياسة التخوين جانباً فإن سقف مطالب الثورة سوف يتواصل في الارتفاع .. ولن يتوقف عند حد وقد يطول كل منا .. فهناك فئة قليلة تراقب وما زالت صامتة ستتحدث في يوم من الايام ليكون لها مطالب ولن تتمكنوا حينها من احكام السيطرة .. وهذه اللحظة لا تعني سوى الانهيار .. فإتقوا الله في شعب ذٌل وما زال صامتاً حتى اللحظة .. يراقب ما تفعلون وسيأتي يوم ليفقد الثقة بكم حتى وان وقفتم على رؤسكم ..
بقلمي :
أنـــــــــــ ا / أسماء خليفة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق