2011-11-21

يوميات ناشط سياسي (4)



قهوة الصباح نستقيها على مضدد .. قهوة شديدة المرارة بقسوة الاحداث التي تسبق هذا الفنجان وتسبق شعاع الشمس .. ابادات جماعية بالغاز من طائرات سلاح الجو المصري .. اقول المصري نعم .. فنحن في مصر ولسنا في الارض المحتله .. او ربما هي الارض المحتله ولكن باختلاف الارض والاحداث والمغتصب .. ولكن هو ذات السلاح .. وهي ذاتها اراقة الدماء بل ربما ابشع بمئات المرات ..

الان تنتهى اربعة ايام من العدوان المستمر على متظاهرين سلميين عزل .. كانت البداية فجر السبت او العاشرة صباحا بدقة , تفريق 150 فردا يجلسون في حديقة في الميدان .. وليس هناك اي نوع من انواع تعطيل المرور .. ادى هذا العدوان الى نهافت الناس على المصابون والذين كانوا اما مصابون لم ياخذوا حقوقهم في يناير او اهل لشهيد .. هكذا ابتدء المشهد بتعاف الناس والاعلام ..

في ذات اليوم مسيرات حاشدة تجوب انحاء الجمهورية تعلن وقف هذه الانتهاكات ولكن الرد " لا اسمع لا ارى لا اتكلم " انا الفرعون الاكبر وانتم خدمي وعبيدي .. كل يوم هوه ذات الشكل التصعيدي حتى صباح هذا اليوم ..

طلبة الجامعات والانتفاضات الطلابية هي الحل الوحيد لجمع اكبر حشد ممكن .. مظاهرة تجوب انهاء الجامعة لليوم الثالث على التوالي توافقا مع صور الاحداث الداميه في التحرير وكان الامر قد وصل الى الاسكندرية والاسماعيلية .. لتخرج المسيرة الى الشارع بالآلاف ..

ظلت المسيرة سلمية الى ان جاء وقت المغيب وبدا الترقب والانتظار للخطاب المرتقب للسيد المشير الذي ولاه سيده ولاية الشعب .. وكان لا احد يعلم غيره .. قبل الخطاب بلحظات وصلت الاخبار غير الطمئنة ان هناك بعض ممن عليهم احكام وسوابق بالتجمهر امام مدريات الامن في جميع انحاء مصر والتخريب والعمل على الاحتكاك بمن داخلها .. وما ان انتهى الخطاب حتي بدات القنابل العازية والرصاص في كل مكان .. وكانها الامطار غزت مصر .. لم يكن هناك سبيل للمتظاهرين السلميين سوى الانسحاب وعدم التواجد هناك لعدم الاشتباه باي منهم او الاحتكاك بهم او التسبب في قتل ارواح بريئة ..

لقد كان الخطاب اشبه بمسكنات المخلوع الذي كان يستخدمها في خطابة الاول .. وكانت الصدمة الكبرى دعوته للشعب الي استفتاء هل تريد الادارة العسكرية ام لا ؟ ونحن نقول له منذ اربع ايام كفى سفكاً للدماء ارحل انت ومجلس العار .. كما ذكر انه يقبل استقالة حكومة شرف .. ثم بعد ذلك بعدة ساعات .. يتوجة شرف ذاته بتحذير الى العيسوي الذي كان استقال بلامس بضبط النفس وعدم استخدام القوة ضد المتظاهرين .. وبعد اربع ايام ايضا سمع اننا نناديه منذ اسبوعين بتحديد موعد لتسليم السلطة وانتخابات الرئاسة .. والان سمع وقال اعطوني مهلة لسبعة اشهر .. الا يعلم اننا فهمنا هذه الخطابات التي لا تسمن ولا تغني من جوع .. مادام هناك سفك للدماء فلا يجدي الا الرحيل ..

عدنا الى منازلنا وما زلنا نسمع اخبارا ان هناك اشتباكات .. هناك تبادل غازات وحجارة وقنابل يدوية الصنع .. ولكن من هم هؤلاء الذين بقوا في شوارع المحافظات فيما عدا الاسكندرية والقاهرة .. من هم الذين يشتبكون مع الامن ؟؟ حتى الان لا نعلم !!









بقلمي : 
أنـــــــ ـا / أسماء خليفة

" أُنْثَى حَالِمهــ "

ليست هناك تعليقات: