2015-01-20

حرب عقيدة



ما الفارق بين ما فعله بشار في مناطق السنة في سوريا ،
وبين ما فعله السيسي في منازل معارضيه في مصر ! 
لم يختلف الفعل واختلف الفاعل ،، 

عندما تأكد السيسي أن سيناء لا تدين له بالولاء ، 
ابتدأ بمحو أشدها رفضاً له عن الجغرافيا المصرية !! 

لم يكن ذلك بعيداً عن بشار ، 
فهو قد سبقة بمحو مدن للسنة عن بكرة أبيها ! 

الصراع اذاً صراع عقيدة ،
بدايةً ان كنت لا تدين بالولاء للسيسي
فأنت بذلك علي الحق ، 
وان كان الأمرُ عكس ذلك : 
فدعني أسألك ، 
ماهي عقيدتك ؟! 
ان لم تعرف الجواب 
فلتراجع السيسي !



بقلمي : 
أنـــــــ ـا / أسماء خليفة

" أُنْثَى حَالِمهــ "

2015-01-17

أين ذهب الربيع !



مرحلة سقوط الأقنعة والنخب، مرحلة الانتقاء والاصطفاء والفرز، مرحلة اختيار طريق واحد من أحد طريقين إما الحق وإما الباطل، أثبتت الشعوب العربية خلال هذه المرحلة أنها شعوب لا تستحق الثورات، وأن تلك الثورات ليست إلا خطيئة كبرى، فتلك شعوبٌ جبلت على العبودية ولم تعرف معنى أن تكون حرة، لم تعِ يومًا أن لديها مقدرات وخيرات هي من حق الجميع وليست حكرًا على فرد يوزعها كيفما يشاء لأنه السلطان!


عروبتُنا مثقلةٌ بالمآسي منذ قرون، منذ أن عربد في أراضينا كل طاغٍ متجبر، مرة باسم الاستعمار، ومرات بدافع نشر الثقافة والتحرر لينهب ويسلب مقدرات وخيرات العرب من أجل أرضٍ ووطنٍ يؤمن هو بوجوده وانتمائه إليه.


قامت الشعوب العربية بثورات نوعية على حكومات طاغية، فلم يعرف التاريخ العربي طيلةَ عمره سوى الثورات الفاشلة، ولكن سرعان ما تصالح معهم “فأعداء الأمس صلحاء رفقاء اليوم” بحجج وهمية واهية كأنهم يعرفون مداخل البلاد ومخارجها وأدغالها ودهاليزها، وغاب عنا أنهم صانعوها، زاوجوا على مدار عقدين من الزمن ويزيد بين مؤسسات الدولة السيادية وسلطة رأس المال بكل ما تحمله من فساد وإفساد وطمع وجشع واحتكار، أطلقنا عليه ربيعًا وربما أخطأنا التقدير وكان أحد خريفات العرب المعتادة.


لقد أصبح الوطن العربي بيئة خصبة لنمو الفاسدين خلال سبعين عامًا أُسست خلالها جذور الفساد والمصلحة في أجيال متعاقبة فانجبلت عليها حياتها المعتادة، حتى أصبح هناك أجيال رافضة للتغيير تحقق أغراضها من وراء منافع السلطة وترفض ذهاب صاحب السلطة المتحكم في أمورهم التي ستنهار في النهاية.


لقد أخذت كلمة “الواسطة” تسري في عروق جميع الأجيال العربية التي أصبحت جل حياتها تسير من منطلق هذه الكلمة، فليس غريبًا أن ترى عربيًا في إحدى الدول يبادر من لا يعرفه “ألا تعرف من أنا!” وكأنه وجب على الجميع أن يعامله معاملة السيد وهم العبيد، ليس ذلك خارج الوطن العربي وفقط بل وداخله أيضًاز


فترى من يذنب ويجرم ويرتكب الحماقات ترفع له القبعة لمجرد معرفة أنه “ابن ذلك الشخص أو نسيب ذاك الوزير.. إلخ” وكأنه يقول للجميع سأفعل ما يحلو لي وقتما أريد في أي مكان أريد ولتذهبوا بقوانينكم تلك إلى الجحيم فأنا القانون! أيعقل أن يكون لهكذا أجيال قدرة على التغيير وطلب الحرية؟!


خرج الشباب في يوم من الأيام يطلب الحرية، ذلك الشباب الذي تناسى الطبقات التي انحدر منها وتلك التربية البرجوازية التي نشأ عليها، تناغم وانسجم بعضه مع بعض من أجل حب الوطن، من أجل قضية الحرية التي آمن بها، ولكن سرعان ما ظهرت المصالح حتى في حالات المعتقلين والإفراج عنهم في إحدى فترات الصراع الطويلة ما بعد الربيع، فمن كانت له إحدى العلاقات القوية من رجالات العسكر كان لا يبيت يومًا في زنزانات الحالمين بالحرية.


إن الاعتماد على مثل هؤلاء الأشخاص في بعض الأزمات وبالأخص حالة كهذه، جعلهم يدركون أو بالأحرى يتأكدون ويثقون تمام الثقة أن تلك المجتمعات ليس لها بديل عنهم وأن لا حياة للشعوب سوى بهم، من هذه النقطة أخذ السحر ينقلب على الساحر وبدأت التحضيرات لاحتفالات كبرى تحت اسم ثورة أخرى لاسترداد كراسي السلطة!


أما المطالبون بالحرية لأعوام وعقود عمِلوا خلالها على أن تعلو الحرية والقانون رايات العرب، وأن تستيقظ الشعوب من سباتها الطويل في غياهب الجهل والعبودية، وجدوا أنفسهم بين عشية وضحاها مسلوبي الإرادة التنفيذية غير قادرين على فعل أي شيء، لا يملكون سوى رد الفعل بعد أن كانوا هم الفعل ذاته، فالمؤسسات السيادية التشريعية للدولة لم يمتلكوها يومًا وإن خُيلَ لهم ذلك!


كيف لشعوب خرجت لتطالب بالحرية، وإيمانها بأن لا بديل عن السلطة لتسيير أمور الحياة! لذلك كانت النتائج ملائمة جدًا لما تؤمن به، فكل أمة تسعى إلى ما تؤمن به لا إلى ما تقول، فالأقوال بلا إيمان وهم، فإن كنت تريد شعبًا حرًا فامنحه ثقافة وعلمًا من التنشئة، رَبِّ شعبًا على نبذ الأخطاء وبغضها والقبول والترحيب بكل ما هو صالح والمطالبة بمزيد منهز


وبغض الخوف من الظالم أو المجهول، فالشعوب التي وضعت على رقابها السيوف لفترات ليست بالقليلة لابد وأن تراجع إيمانها بأوطانها مجددًا، وإيمانها بذاتها أيضًا. يجب أن يختلف مفهوم الشعب عبيد لحاكمه إلى العكس؛ الحاكم ما هو إلا أداة ووسيلة لتلبية مطالب أمة مسؤول هو عنها، وإلا فنحن نُهدرُ وقتًا وأرواحًا ونعرض حياتنا إلى خطر لا طائل من ورائه، فلا شعوب تؤمن بك ولا درع تحتمي به ولا مطالب ستحقق. نحتاجُ أجيالاً تنشأ بحرية، تحيا بحرية، حينها نستطيع أن نقول أتى الربيع العربي.





بقلمي : 
أنـــــــ ـا / أسماء خليفة

" أُنْثَى حَالِمهــ "








*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*


مقال منشور بتاريخ 4 يناير 2014 على موقع ساسة بوست



2014-10-22

العبودية أساس الحياة

العبودية أساس الحياة


الحق في الحياة , والحق في ابداء الرأي , وكذلك الحق في معاملة كريمة للسجناء , احترام حرمة المنازل , احترام تعدد الاراء , حرية اعتناق الأديان والأيديولوجيات , تجريم محاكمة فرد على أساس انتماءاته السياسية , كل تلك البنود ليست الا بعضا ًمن مواد العهد العالمي لحقوق الانسان والتي وقعت دول العالم عليها بما فيها الدول العربية , والتي يبدوا جلياً انها ليست الا حبراً على ورق وأختام ومظاهر كاذبة .

ان ما يحدث في وطننا العربي من اعتقال تعسفي , وبعده حبسٌ احتياطي , وربما اصدار قرارات بعد عدة مداولات بالسجن المؤبد , كل ذلك ليس الا تكريساً لإهدار أبسط حقوق الانسان في الحياة , وهو حقٌ لم تمنحه منظمة أممية ولا حاكم دولة أو سلطان , وانما هو منحةُ الرب لعباده على وجه الأرض يحيون متي يريد ويردهم اليه متى أراد وهم أحراراً, فلم يخلق عبيداً.

ان الامر مختلفٌ لدى الحكام والسلاطين , فقد نصبوا أنفسهم أرباب العباد , يمنحونهم الحياة متى قرروا ذلك ويسلبونها منهم أيضاً متى أرادوا بإختلاف وسائل التنفيذ إما قتلٍ أوحبسٍ مدى الحياة , ولماذا !! فقط لأنهم طلبوا الحياة التي هي بالأصل حق أصيل لكل قلبٍ نابضٍ على الأرض , ولكي تحيا حراً على أرضك ليس مطلوباً منك تقديم قرابين أو عطايا بل يكفي عليك أن تكون إحدى عبيد السلطان , ليست عبودية معنوية , وانما هي عبودية فكر وعقل .

لقد أصبحنا في زمن تبدلت فيه الموازين , فاصبح الظلم وسيلة لغاية والظالم هو المتجبر الفاسد الطاغي واجبٌ عليه أن يتحمل أوزار أربابه , اولئك الذين قرروا أن حياته هبةً منهم , فلم يعد بوسع أي منا مجال لطلبها , فممن يطلبها ! ولمَ ! أمن سلطانٍ جائر , أم من منظمة أممية لم تعد تجدي نفعاً , وأصبحت وظيفتها الأشهر والأهم , تلاوة بيانات الإستهجان والإستنكار وربما الإدانة على مضدد !!

ان وجود حياة البشر على المحك لا تعني هؤلاء بشئ , هم بالنسبة لهم فقراء أشبه بجرذان تجارب الحروب والأسلحة ومصالح نفوذ السلطة ومصيرهم الموت حتماً عاجلاً ام آجلاً أجريت عليهم تجارب أم لا !!


ان من يبقي مع هذا الكم الهائل من (العك) ولديه قليل من الانسانية , فهي ليست سوى ثورة وجدانية تحيا داخله, تؤرقه ولا يجد مكاناً ملائماً لينفجر بركان غضبه , فالكون يضيق بكل الحالمين بالحياة الآملين في تحقيق العدالة والانسانية يوماً دون قيد أو شرط وربما ستبقي أحلامهم شعارات تردد في أروقة الأمم المتحدة ولا تتعدى أبوابها .






بقلمي : 
أنـــــــ ـا / أسماء خليفة

" أُنْثَى حَالِمهــ "

2014-10-11

أوجاع وطن



ولحبك قصةٌ يطول عنها الحديث 
وتكثر معها آهات الأنين , 
فحبُك في فؤادي 
ودمٌ نازفٌ من كل وريد , 
ونارٌ أحترق بها 
ولا نجيد وصف الوجع ... 
#وطن 






بقلمي : 
أنـــــــ ـا / أسماء خليفة

" أُنْثَى حَالِمهــ "

2014-10-09

الاكراد وحلم الدولة



قراءة في المشهد التركي ،، 
*_*_*_*_*_*_*_*_*_*_

حق الأكراد في اقامة دولة كردية وتعديل حدود 5 دول !
انا ممكن أشبهه بقبائل العرب قديماً لما كانت المناطق باسمهم ، بعد سقوط الدولة العثمانية وانتهاء الحرب العالمية وتقسيم الحدود ، واقامة الدول ، اختلطوا داخل الدولة ،

مطالبتهم بإقامة دولة مستقلة ، هما شايفينه من حقهم ، لكنه

1- امتداد لتفكيك وتقسيم 5 دول يطالبون بجزء من اراضيها ،
2- تشجيع الاقليات والقبائل في دول كثيرة علي الاحتجاج والتمرد من اجل دولة مستقلة ،

اري ان اشتعال الوضع حالياً ، ليس سوي اثارة فتن ومشاكل ومزيد من التفككات في المنطقة .

ولكن لصالح من !!






بقلمي : 
أنـــــــ ـا / أسماء خليفة

" أُنْثَى حَالِمهــ "

2014-10-07

خطوات ثابتة


حياتُنا خطوات متتالية ، 
كل خطوة تبني عليها ما يليها 
كُنْ واثقاً من خطواتك جيداً ، 
فبعد أعوام ، 
لن يكون هناك مساحةٌ للتراجع ،

سيكونُ أمامكـ خيارين لا ثالث لهما ، 
إما أن تكمل ما بدأت متحملاً العواقب ، 
وإما أن تندم وتبدأ من جديد !!

اذا كنت مؤمناً بهدفكـ ، 
واتخذت أولي خطواته ، 
فستأتيكـ التالية تباعاً ، 
فالخطوة الصحيحة تجُرُ تاليتها.




بقلمي : 
أنـــــــ ـا / أسماء خليفة

" أُنْثَى حَالِمهــ "

2014-09-24

عثرتي ودافعي !!


كونَكُم عثَرَة في طريقي ! 
لا يعني أنني لنْ أنهض مجدداً ، 


انا سعيدة، 
لأنني عندما أنهض ، 
سأبحث عن طريق ممهد آخر غير طريقكم ، 





بقلمي : 
أنـــــــ ـا / أسماء خليفة

" أُنْثَى حَالِمهــ "

2013-12-06

Winter



تحتَ المَطر ،
حافيةَ القدمينْ ، 

هكذا اقضِي صبَاحَ يومٍ منْ أيَامِ ما قبلَ المِيلادْ ، 

صباحُ يومٍ من ديسمبر ْ ، 






بقلمي : 
أنـــــــ ـا / أسماء خليفة

" أُنْثَى حَالِمهــ "

2013-11-27

على رصيف الوصول

" على رصيف الوصول " 


تمنت لو أنه يكون لها يوماً من الأيام , هكذا كانت تتمة حكايتها عندما التقته صدفة في محطة القطار .. 

لم تصدق أنه هو ذات الشخص أمامها , أخذت تحدق به كثيراً فهو يمثل لها الكثير , ابتسم لها متعجباً متسائلاً في نفسه من هذه الفتاة التي اخذ يخوض معها في الحديث وكانما التقيا من قبل ! فهم لم يلتقيا من قبل , خُيلَ له بين لحظات أنه فقد الذاكرة في احدى الحوادث التي كانت تطارد مخيلته ويذهب ضحيتها الكثير من الأبرياء وربما راح ضحيتها بعض من أصدقائه . 

كان لا بد وأن يسألها كيف تعرفه وأين التقته من قبل , هذا ان كانت التقته حقاً , في هذه اللحظة فقط نسي أنه شارك في برامج المشاهيير وأصبح الكثيرون يعرفونه وله الكثير من المعجبون , فقد كانت من أشد متابعيه ! 

مازال على موعد القطار القائم من تلك المحطة نصفُ ساعة , كانت تلك الثلاثون دقيقة كفيلة بأن يتجاذبا أطراف الحديث وكأنها ثلاثة ساعات , هكذا بدا لهما الوقت طويل وهي تستمع الى صوته فقط ولا ترى سواه أمامها , لقد أصبح كل البشر حولها هو وفقط . 

ذلك الطويل الوسيم لم يكن إلا ليفتن كافة من يتابعنه من الفتيات الا هي , كانت تراه وتراقبه من بعيد , تنظُرُ اليه بعين الرضا والاعجاب الغامر بالأخلاق والتواضع , فهو رجل ليس كمثل الرجال , تعدت حدودها وهو تخطى الحدود الصفراء ليطبع قبلة وداعٍ دافئةٍ على يدها وهو يغادرها . 
كانت كل خطوة تباعد بينهما يتراجع الزمن متسائلاً : 

- لم هذه هي التي فتنتني !
= كنت أراه شخصاً عادياً ذو أخلاق , ماذا حدث الآن ! 
- ماذا يحدث لك يا عبد الله , هل أعجبت بها ! 
= ماذا يحصل لك يا فتاة لم تفكرين به الى هذا الحد ! 
- هل سألتقيها مجدداً ! ولكن كيف وأنا لم أسألها عن اسمها ! 
= لم لم أطلب منه وسيلة مباششرة للتواصل بدلا عن وسائل التواصل الجماهيرية ! 
- هل جننت يا ولد || تجذبك فتاة ولا تعرف من هي لمجرد صدفة استمرت لـ 30 دقيقة ! 
= لماذا أريد أن اراه مجدداً ! ومن المؤكد أن لقائه مجدداً ضرب من ضروب المستحيل ! 
- لدي الكثير من المعجبات , لم تحدثني كأنها معجبة ! من هي ! 
= لم اهتم يوماً بمتابعة أعماله بعد انتهاء البرنامج , لم جننت به الآن ! 

(( حمد لله على سلامة الوصول )) هكذا انتهت دوامة طويلة من الأسئلة على رصيف الوصول , غادر القطار مسرعاً متجها بحقيبته السوداء الصغيرة التي بدت في هيئتها كحقائب كبار المسؤولين , وقبعته الغربية ونظاراته التي اختفى بهما وكأنه لم يكن هو , فهذه الرحلة للإستجمام , ليست لملاحقات المعجبون , انتظر عند باب المغادرة متفحصاً لأوجة جميع البشر , لعلها تمر فيتبعها ليعرف من هي او أين تقيم , ربما نسي ان هناك محطات اخرى توقف فيها القطار وهذه آخر محطاته ! 

خطواته المتثاقلة بدقات قلبة تقول له تراجع قليلا , ربما لم تخرج من المحطة بعد , أو لربما تأخرت في مغادرة القطار , وبين قوة الجذب تلك قوة منافرة لها تقول له : كُفَ عن مراهقتك أيها الصبي , لقد غادر القطار ولم يبقى بالمحطة سوى منتظروا المغادرة للرحلة القادمة . 

لم يغلق ذلك الصوت الصاخب للموسيقى التي كانت تصدح بها سيارة اخية في طريق عودته للمنزل كما هي عادته دوماً , ولم تكن تلك اللهفة في عينية ليحكي عن رحلته , ربما هناك شئ غير صائب , لم ينتبه لي عندما اخذت حقيبته وضعتها في السيارة , ولم يسأل عن اخباري , ولا عن اطفالي وهو يعشقهم ولا يمل ذكرهم وهم اول من يسأل عنهم !! 

ابتلع أنفاسه المتسارعة , لا تغادر خياله خطواته الأخيرة على رصيف المحطة , وكلما ابتعد أكثر زاد قلبه لهفة واشتياقاً , ولا تلك الثلاثون دقيقة , ولا ذلك الرصيف , ولا وجوه المغادرون لأحبابهم ولا كيف قابل اخاه , ولا كيف دلف الى غرفته سريعا ليتوسد سريره ويحيا مع ذاته , وهاهو يغادر المنزل بذات الصمت الذي دخله به منذ اسبوعين , وليبدأ من حيث انتهى ! 

في دقائق الانتظار وعلى رصيف المغادرة وقف متأملاً لتلك الورقة الخضراء في يده , ينظر بجانبه الى الفراغ , هل يمكن أن يجدها تقف الى جانبه مرة أخرى ! اخذ يقلب في وجوه المسافرون جميعا , جيئة وذهاباً لعلها تكون أحدهم , ولكنه ربما بحثٌ خائبٌ في زحمة الراحلين . 


هاهو بعد ثلاث ساعات اخرى على رصيف الوصول , ثلاث ساعات يائسة مليئة بحزن الفراق , وكانهما كانا حبيبين منذ عدة سنوات , في أناقته الكاملة ببدلته السوداء يسحب حقيبته في كبرياء رجولي وثقة متناهية وهو يغادر المحطة الى بداية رحلة جديدة في صخب الأضواء والنجوم والكاميرات والمعجبون ! 

لم تكن بطاقته التعريفية الصغيرة رهن تفكيير او اعداد مسبق , لكن عندما نظر الى فتاة وكأنها هي ووجد انه نسي اناقته ومن يكون وانزوى الى الجدار مراقباً لها , دون عليها اسمه كاملا ورقماً للتواصل الخاص , وعند باب المحطة الزجاجي مد اليها البطاقة : " الفرصة لا تولد مرتين " مذيلة بــ " مُغرَمٌ بوجعِ الانتظار " هذه الكلمات جعلتها وكأنها السندباد فعند نزولها من القطار رأتُهُ بعيدا ولكنها تراجعت حتى لا يظن انها احدى المعجبات الملاحقات له قائلة لنفسها : لست مراهقة , فمن يريدك يبحث عنك ! ساعدته ليراها وكأنها صدفة اللقاء الثاني ولتختبر نواياه ! وما أن أخذت بطاقته وغادر, قبلتها وشمتها وبداخلها صوت قوي يصرخ " كنت أتمنى أن تكون لي , وها أنت لي من دون البشر " 









بقلمي : 
أنـــــــ ـا / أسماء خليفة


" أُنْثَى حَالِمهــ "

2013-11-20

الوان تكتسي السواد


وأصبَحتِــ الألوانُ تتشابه في قتامتِها وحُزنِها 
الألوانُ حقاً لم تعُدْ تختلِف 
لقدْ خَلَعتْ ثوبَ السعادة 
وارتَدَتْ جميعُها ثوبَــ الحُزن 
فلمْ يعُدْ الأسودُ وحيداً , 
بلـــ / أصبحَ لديهِ الكثيرُ من الرفقاءْ 
تشابهتْـــ الألوانُ وحزنتْ كثيراً , 
وتسرب الحُزنُ ببُطءٍ الى نفوسنا , 
حتى / عدِمْنــــا طعمَ السعادة 







بقلمي : 
أنـــــــ ـا / أسماء خليفة

" أُنْثَى حَالِمهــ "